(كن ذلك النسر)
يا نفسُ لا تركَني لليأسِ واتّقدي
ولا تبالي بما قد حِيكَ من رَصَدِ
فأكثرُ النّاسِ في الأوهامِ مصطخبٌ
والعيشُ موجٌ به الأوهامُ كالزّبدِ
والصّحب أكثرُهُمْ رُزْءٌ تنوءُ بهِ
لم يبقَ إلّا أخٌ في اللّهِ لم يَكِدِ
تعيشُ أوصابَكَ الجُلّى فتعرفُهُمْ
عندَ الشّدائدِ والأرزاءِ والكمَدِ
(فانفضْ يديكَ من الخلّانِ يا ولدي)
ولا يغرَّنْكَ منهمْ كثرةُ العددِ
واعلمْ بأنّكَ في البلوى بلا سندٍ
إلّا إذا كنتَ من ذي العرشِ في مَدَدِ
(واحفظْ دموعَك) لا تبذلْ لآلِئَها
إلّا لخشيةِ ربٍّ راحمٍ صمدِ
وإنْ بدتْ لكَ من صحبٍ حِبالتُهمْ
فكنْ كصخرٍ شديدٍ صامدٍ صلدِ
كنْ ذلكَ النسرَ يبقى سيّداً أبداً
واشكرْ إلهكَ أنْ نجّاكَ من لدَدِ
ما همّكَ القومُ قد بانتْ سرائرُهمْ
دعْهُمْ تبسّمْ أرِ الأوغادَ وجهَ ندِي
وانظرْ ترَ الضّيقَ في وجهٍ بلا ضَمَدٍ
حقدٌ يؤطّرُهُ بغضٌ بذي حَسَدِ
د غياث حمدي كركة
سورية دمشق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق