.................. عُذُوبَةُ الَّلِسَانِ ..................
... الشَّاعر الأَديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
وَجْهٌ كَوَجْهِ الْبَدْرِ يَنْشُرُ نُورَهُ
في كُلِّ أَرْجَاءِ الْدُّنَا يَتَأَلَّقُ
أَوْ نَجْمَةٌ وَضَّاءَةٌ وُسْعَ الْسَّمَا
تَنْظُرُ لَهَا الْأَبْصَارُ وَهِيَ تُحَدِّقُ
أَوْ زَهْرَةٌ تَنْشُرُ شَذَاهَا وَعِطْرَهَا
يُعْشَقُ شَذَاهَا وَفِي الْرِّقَابِ تُعَلَّقُ
قَلْبٌ بِلَوْنِ الْثَّلْجِ يَنْشُرُ حُبَّهُ
قَلْبٌ تَدَفَّقَ بِالْحَنَانِ وَيُعْشَقُ
لِلهِ دَرَّكِ مِنْ لِسَانٍ شَهْدُهُ إِنْ
ذَاقَهُ الْشُّعَرَا فَرِحُوا بِهِ وَتَعَلَّقُوا
عَذْبُ الْكَلَامِ وَقَوْلُهُ يُحْيِي الْنُّهَى
رَاقَ لَهُمْ فَتَجَمْهَرُوا مِنْ حَوْلِهِ وَتَحَلَّقُوا
يَرْسُمُ جَمَالَ الْحَرْفِ بِكُلِّ أَنَاقَةٍ
وَبِكُلِّ أَلْوَانِ الْجَمَالِ يُدَقِّقُ
حَتَّى إِذَا اِتَّضَحَتْ مَعَالِمُ رَسْمِهِ
جَابَ الْسُّهُولَ وَفِي الْفَضَاءِ يُحَلِّقُ
تَجْمَعُ حُرُوفَاً لِلْمَعَاجِمِ كُلِّهَا
حَرْفٌ بِحَرْفٍ تُجْمَعُ لَا تَتَفَرَّقُ
كَالْسَّيْلِ تَهْبِطُ مِنْ عَلٍ بِسُهُولِهَا
تَأْخُذُ كُلُّ الْمَعَانِي بِدَرْبِهَا تَتَدَفَّقُ
تَجْرِي الْمَسَافَاتُ بِرَوْضَةِ شِعْرِهَا
مِثْلُ الْأَصَائِلِ تَجْرِي وَلَا تَتَعَرَّقُ
إِنْ تَجْمَعِيْهَا في عُنْقُودِ دَالِيَةٍ
طَابَ الْمَذَاقُ وَلِلْدَّوَالِي أَعْشَقُ
إِنْ أُنْصِفَتْ هَذِي الْحُرُوفُ فَإِنَّهَا
تَزْهُو بِعَيْنِي كَضَوْءِ الْشَّمْسِ وَتُوْرِقُ
إِنِّي أُحِبُّكِ إِنْ كُنْتِ كَبُحَيْرَةٍ
وَأَعْشَقُكِ بَحْرَاً عَمِيْقَاً فِيْهِ أَغْرَقُ
أَوْ مُحِيْطَاً وَاسِعَاً طَابَ الْعَوْمُ بِهِ
أَجُوْلُ بِلَوْنِ عَيْنَيْكِ الْمُحِيْطُ الْأَزْرَقُ
فَإِنْ هَاجَتْ أَمْوَاجُهُ في مُهْجَتِي
وَشَرِبْتُهَا أَسْعَدُ بِهَا وَلَا لَا أُخْنَقُ
قُلُوْبُ الْعَاشِقِيْنَ إِنْ مَرَّتْ بِهَا
تَغُوصُ بِهَا وَتَشْتَهِي أَنْ يَغْرَقُوا
إِنِّي عَشِقْتُكِ مُنْذُ أَوَّلِ جُمْلَةٍ
بَاحَ بِهَا لِسَانٌ عَذْبٌ يَنْطِقُ
عِشْقُ الْقُلُوْبِ لِلْقُلُوْبِ فَضِيْلَةٌ
وَعِشْقُ رَبَّاتِ الْجَمَالِ مُقْلِقُ
إِنْ كُنْتِ عَاشِقَتِي فَلَا تَتَرَدَّدِي
فَلَيْسَ كَمَا عِشْقِي بِنُبْلِهِ أَصْدَقُ
فَأَنَا الَّذِي عَلَّمَكِ عَذْبَ الْكَلِمَاتِ
وَعُذُوْبَتِي كَانَتْ عَلَيْكِ الْمُشْفِقُ
وَعُذُوبَتِي شَقَّتْ لِحَرْفِكِ دَرْبَهُ
بِعُذُوبَتِي ظَهَرَ عَلَيْكِ الْرَّوْنَقُ
وَأَنَا الَّذِي طِرْتُ بِكِ فَوْقَ الْسَّحَابِ
وَأَنَا الْمُزُنُ الْغَزِيْرُ الْأَغْدَقُ
.....................................
كُتِبَتْ في / ٢٢ / ٩ / ٢٠١٨ /
... الشَّاعر الأَديب ...
....... محمد عبد القادر زعرورة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق