..................... الْحُبُّ طِفْلٌ .....................
... الشَّاعر الأَديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
بِالْقَلْبِ تَسْكُنُ أَفْئِدَةُ الْأَحِبَّةِ
وَفِي بُؤْبُؤِ الْعَيْنِ يَطِيْبُ الْسَّهَرُ
وَتَفْرَحُ الْشَّمْسُ إِنْ رَأَتْهَا بِمُهْجَتِي
وَتِرْقُصُ الْرِّيْحُ وَيُغَرِّدُ الْقَمَرُ
وَتَنْتَشِي الْأَزْهَارُ في حَدَائِقِهَا
وَالْوَرْدُ يُزْهِرُ وَالْأَشْجَارُ تَنْبَهِرُ
وَالْعَيْنُ تَسِيْلُ فَرَحَاً في سَوَاقِيْهَا
وَيُغَنِّي خَرِيْرُ الْمَاءِ وَيُصَفِّقُ الْنَّهْرُ
وَإِنْ رَأَيْتُ أَحِبَّتِي فَرِحَتْ رُوْحِي
وَالْقَلْبُ يَخْفُقُ بَهْجَةً وَيَسْعَدُ الْزَّهْرُ
أَيَذْكُرُنِي الْأَحِبَّةُ مِثْلَمَا أَذْكُرُهُمْ
وَهَلْ يَقْهَرُ الْحُبَّ مَسَافَاتٌ وَبَحْرُ
وَهَلْ يُضْعِفُ الْحُبَّ هَجْرٌ كَرِهْنَاهُ
أَلَيْسَ الْقَلْبُ عَصِيٌّ لَا يَنَالُهُ الْكَسْرُ
وَهَلْ يَغِيْبُ الْحُبُّ إِنْ مَرَّتْ سُنُوْنٌ
وَهَلْ يَمُوْتُ الْحُبُّ إِنْ تَقَدَّمَ الْعُمُرُ
لَنْ تَنْسَى الْقُلُوْبُ مَنْ عَشِقَتْهُ يَوْمَاً
وَإِنْ فَرَّقَ بَيْنَ قُلُوبِ الْأَحِبَّةِ الْقَهْرُ
فَهَلْ لِلْأَحِبَّةِ مِثْلُ الَّذِي عِنْدِي
قَلْبٌ مُحِبٌّ رَقِيْقُ يَصْدُقُ الْنَّظَرُ
قُلْ لِلْأَحِبَّةِ مَا زَالَ الْهَوَى طِفْلاً
يُذَكِّرُهُمْ بِهَوَى الْقُلُوْبِ وَالْهَوَى قَدَرُ
الْحُبُّ طِفْلٌ لَا تُهْرِمُهُ أَزْمِنَةٌ مَضَتْ
وَلَا يَمُوْتُ الْوَرْدُ إِنْ يَهْطُلِْ اِلْمَطَرُ
وَهَلْ يَفْقِدُ الْوَرْدُ إِنْ تَقَدَّمْ عُمْرُهُ
عِطْرَاً أَلَيْسَ شَذَاهُ طَيِّبٌ عَطِرُ
فَالْوَرْدُ قَبْلَ الْشِّتَاءِ يُبْقِي بُذُوْرَهُ
بِالْأَرْضِ تَنْمُو مِنْ جَدِيْدِ وَيُزْهِرُ الْزَّهْرُ
تَبْقَى الْجُذُوْرُ في الْأَرْضِ ثَابِتَةً
وَتَنْبِضُ بِالْحَيَاةِ تَنْمُو وَيَكْبُرُ الْجِذْرُ
لَوِْ اِنْقَرَضَ الْوَرْدُ مَعَ تَقَدُّمِ عُمْرِهِ
لَمَا رَأَيْنَا الْوَرْدَ وَزَهْرَهُ وَأُنْتِجَ الٌعِطْرُ
فَالْحُبُّ كَالْوَرْدِ في الْطُّفُولَةِ دَائِمَاً
لَا يَهْرَمُ الْحُبُّ عَلَى الْدَّوَامِ يَنْتَصِرُ
هَلَّا ذَكَرْتِ الْحُبَّ في زَمَنٍ مَضَى
وَالْقَلْبُ يُوْحِي بِهِ وَكَفَاكِ يَنْقَهِرُ
أَرِيْحِي الْنَّفْسَ كَفَاكِ تَقْهَرِيْنَ بِهَا
فَحُبُّ الْرُّوحِ لِلْرُّوْحِ عَطِرٌ وَيَفْتَخِرُ
وَيَبْقَى الْحُبُّ بَعْدَ الْرُّوْحِ إِنْ ذَهَبَتْ
لِلْأَجْيَالِ تَذْكُرُهُ وَذِكْرُهُ عَطِرُ
......................................
كُتِبَتْ في / ٤ / ١٠ / ٢٠١٨ /
... الشَّاعر الأَديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق