الثلاثاء، 22 أبريل 2025

♕ العكازة ♕ بقلم الشاعر : محمد الشريف الحسني بطي

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وءاله وصحبه 


العكازة


تسنَد خطواتي العكّازة في دربٍ

وتحمِل أَثقالَ السنَواتِ صابرَة


رفيقَة شيخوختي في كل مَسيرٍ

ومؤنِسَة وَحدَتي بالصمتِ ساهِرة


خَشب قد صارَ لِلرّوحِ جناحاً

وللجسمِ المتعَبِ عِمادَ المثابِرة


تخفِّف عَني ثِقَلَ الأيامِ إذْ مضت

وتحفَظ تَوازنَ الحَياةِ العابِرة


كأنها قصيدَة من نَبضِ أَوْجاعي

تتَرجِم خَفَقاتِ الفؤادِ الحائِرَة


أَتَوَكَّأُ عليها فتحكي لي قِصَّتَها

وقد كانت يوماً غُصوناً ناضِرَة


عاشت تُعانِق الفَضاءَ وَالنسيمَ

ثُمَّ غَدَتْ لِلمَشيبِ خيرَ نَاصِرَة


أَسمعُها تَئِنُّ تحت وَطْأَةِ خُطواتي

فتُشبِه أَنفاسَ الحَياةِ الآخِرَة


هِيَ عُكّازُ الزمنِ المُنحَني فَوقي

مُستَندَةً عَلى الأرضِ بِقُوةٍ قاهِرَة


تُرافقُني في مَشيَةِ العُمرِ المُتعَبِ

وتَحفظُ خُطُواتي مِنْ زَلةٍ غادِرَة


كأنها تَقولُ : "لا تحزَنْ لضَعفكَ"

فقد صارت معكَ الدنيا مُتآزِرَة


عكّازَتي صديقةُ درْبي وقافِيَتي

ومُلْهِمة الشِّعرِ بِأَحْرُفٍ ساحِرَة


سنَمضي معاً نَحْوَ نِهايَةِ مشْوارِنا

نُسابِقُ أَنْفاسَ الحَياةِ المغامِرَة


وحينَ يَحينُ الرحيلُ سَتَبقى شاهِدَة

عَلى عُمْرٍ طَويلٍ مِنَ الدُنيا العامِرَة


هي ليست خشباً بَلْ هِي تاريخٌ ناطِقٌ

وذِكرياتٌ بِمراكش القَديمَةِ العاطِرَة


فَطوبى لِعكّازةٍ حَمَلَتْ أَوجاعَنا

وَأَدَّتْ رِسالَتَها بِالنَفْسِ الطّاهِرَة


محمد الشريف الحسني بطي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ ذؤابة ♕ بقلم الشاعر : غانم ع الخوري

 .             ذؤابة لمّا لمحت على جبينك ذؤابة سرقت  عقلي و احتليت الألبابا تخاطبك عيوني من غير نطق تلعثم  لساني  ولا أعلم الأسبابا لطلتك هل...