(جاءَ النَّصرُ) وافر
بقلمي : سمير موسى الغزالي
ظلامٌ دامسٌ في كُلِّ شِبرٍ
وحِقدٌ ماكرٌ في الكونِ غافِ
دِمانا في الشّوارع قد أُريقتْ
مِنَ الأكبادِ فينا والشِّغافِ
نَبيتُ به فلا نرجو صباحاً
عدوّ الشّامِ فوقَ الدَّمِّ طافِ
ظننا أنه أسدٌ هصور
أبو الثأثاءِ يَثغو كالخرافِ
... ... ...
فأوّلُها يُنادى لا يُلبّي
وخوفٌ يَعتليهم من هُتافي
وثانيها بِقتل الشّعبِ يُردي
بَريئاً كانَ يَسعى للكَفافِ
ويَخطِفُ رَبَّ بَيتٍ قد تداعى
له دَمعُ الأحبةِ والرِّعافِ
ويَنهبُ كُلَّ خيرِ الأرضِ حِقداً
غُثاءُ السَّيلِ يُنذرُ بالجفافِ
كَجُرذٍ فَرَّ مَذعوراً جَباناً
سَبى الأوطانَ ثالثةِ الأثافي
... ... ...
أنا سرُّ البَلاغةِ مِنْ دِماءٍ
وسيفي مِنْ ضِيا الشَّمسَينِ صافِ
شهيدُ الحقِّ في دربِ انعتاقي
دمُ الشّهدا كَنورِ الشَّمسِ شافِ
كَتبنا بالدِّماءِ حُروفَ نَصرٍ
قَصيدَ النَّصرِ من طُهرِ القَوافي
فحُرٌ بالفداءِ يفيضُ نصراً
وحُرٌ يَفتديكم بالعَفافِ
... ... ...
ذُرا العلياءِ تعشقُ كُلَّ حُرٍّ
بِجُحرِ الضَّبّ رأسُ الذُّلِّ حافِ
ولولا نبعُ طُهرٍ من دِمانا
لَسارَ الدَّهرُ في الحَلَكِ العجافِ
ومُتنا في حياةِ الذُّلِّ دَهراً
على وقعِ التَّشرُّدِ والتَّجافي
فَجاءَ النَّصرُ مَحفوفاً بِنَصرٍ
وفتحٍ في الحَواضر والمَنافي
فَمَنْ نَصَرَ الإلهَ أُغيثَ نَصراً
بِجنّات الزّمان وفي الفَيافي
الخميس 19 - 6 - 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق