. * الكَامِلُ ٱلرَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ *
۞ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ ٱلْأَسْمَىٰ ۞
تَنَاثوا حَقائِق الحَيَاةِ مُيُونا وجَعلُوا أعَالِيَهَا هُتُنَ رَّفَةِ الإنبَاتِ وراءَهُمْ ظهرانِيًّا ۞ وَيحًا لَهُمْ أسْفلهَا كَرِيهَة أسنِ المُستنقعِ لِأنفاسِهِمْ والتّكاذِيب يَتمْرَغُونَ ۞ العَسْمَةُ زينة السَّائِمَةِ فلَا غَروَ تَرَفَّلُوا مَآوِي الخضلَاءِ وٱسْلنطحُوا مَساكِعَ المَفْازاتِ فاسِقُون ۞ أذلكُمُ المُلكُ المُتهدِمُ فِي الفَيضِ أدحض بهِمْ وإيَّاهُمْ فِي الظّاعنةِ يَحمِلُونَ ۞ لَا بشرىٰ لهُمْ عَنِ الفيئةِ غافِلُون ۞ وَمَا لهُمْ مشرق حَامدةٍ حِينَ مرآتهمْ يَنظرُونَ ۞ إن صَدَقُوا البَصرَ غَير عُمي أو يَصدِفُون ۞ فمَا لهُمْ مِن أعبَاءِ أثقالٍ تكلأُهُمُ الشّقوةُ ألّا يخرجُونَ ۞ أنفسٌ لكَعَةٌ أغراهَا المِعشَابُ لِفقدانِ الذَّاتِ وَعَزَبَ عَنْهَا إشْرَاقُ ضَوَّأةِ الأفقِ المُحِيطِ قدْ تطوقتِ السَّاجُور سُحقًا لهَا ٱستكانةُ الذّلِّ حَولَ المَسْلخِ سُجُود ۞ بَلِ النَّفْس المُتَّزِعة ورقاء مَحَبَّةِ فضَاءِ الحُرِّيَّةِ والٱنجذاب لِرُوحِ ٱلإنسِيَّةِ مَا غابَ ساهُورُهَا وأجْنِحَتُهَا لِبَهَاءِ الضِّياءِ ۞ أكرمْ بِأهلِ الزَّهَادةِ فالحَقُّ العدوفُ بِمُثلىٰ الشُّكرِ وحِينَ سُرُورِ الرِّضَا فمَا عَلى الدَّسِيعَةِ لِفيهٍ ذرَاحٌ ومَا غادرَ شوقُ التَّسْبِيح فُؤادٌ لِتنفسِ الصَّعدَاءِ ۞ وَثَمَّ ٱكتفاءٌ وإن بِمَيسُورِ صَلواتِ التّأمُّلِ حِينَ عَلى حَقِيقةِ الصِّدقِ التَّوجهُ لِحَمِيمِيَّةِ الوُصُولِ عَلىٰ أنَّ الزِّيَادَةَ لَا تكُونُ عَلى المَائدةِ بَلْ عَلى بِسَاطِ جَارِيَاتِ التَّسَابِيحِ ۞ لأنَّ ليْسَ مِنْ مثلهَا مُرُوقًا مِنْ هَاوِيَةِ الٱنْزِلَاقِ فِي الهَاوِيَةِ الدُّونِيَّةِ حَيْثُ مَرتعُ الخشاشِ ۞ وَليسَ كَمِثلِهَا مُخلِّصةٌ اليافُوخَ مِنْ مُنغصاتِ هَاجمَاتِ الوُتاوِتِ والقلبَ مِنْ مُنزعٍ وَثـَّابٍ والعِبرَةُ يَا أيُّهَا الإنْسَانُ عَلى تفكيرِكَ رقيبٌ وخيالكَ مَا تتناهبُهُ أراعنُ القراصنةِ بَلْ فضاءَاتُهَا فِي فضَائِلِ الأخلَاقِ وإلّا نَفْسٌ هُنَّبَاءٌ كَتَلَهَا الأُسْطُمُّ في دوامةِ الجَهلِ لَا عَجَبٌ تتمرغُ الإدغَالَ ۞ ألآ إنَّ بِالعَبرَةِ الهتُونِ قد يكونُ أكثرُ الفقراءِ عَلى العَسْجَدِ وبَعض زينةِ التَّرفِ مَحياهُمْ يَظنّونَ ولكنَ أغلبهُمْ بِمَا غُلِبُوا إلى نامَّةِ السَّمَاءِ يَنجذِبُون ۞ ألِلأغنِيَاءِ الفردوسِيَّة ولبَعضِ فيضِ القلبِيَّةِ أكثرُهُمْ يَتضرَعُونَ ۞ ألآ إنَّ جلّهُمْ إلى شهواتِ زينةِ الدُّنيا يُهروِلُونَ ۞ أذلِّكُمُ النَّاسُ مُيُولُ جَبيلتهُمْ إلّا الّذِينَ جاءُوا إلى هَذِهِ الحَيَاةِ لِصفوِهَا ولِرفعةِ المِنْهَاجِ الوَاضِحِ أولئِكَ لهُمْ عُرف الدُّنِيا مَا وَذِيَة عَليهمْ ولهُمْ تاجُ الأعَالِي وإن كانَت الأرضُ تحتَ أقدامِهِم الهَشِيمَةُ أو الغضراءُ مَا بدَّلُوا الثَّبَاتَ وإنْ كانَت السَّماءُ لِهَامَاتِهِم المطبقةُ أو المَنْدُوحَةُ مَا أكفأوا سبُحاتَ القلبِ أوْ كَانُوا عَنِ الحَقِّ الأعظَمِ نَاكِلِينَ ۞ ألآ طُوبَىٰ لِلّذِينَ لِمُلكِهِمْ فِي الأعَالِي يَظْعَنُون َ۞ .
صَدَقَ ٱلْإِنسَانُ نَفْسَهُ
من كتاب الأسمىٰ لمؤلفه :
المهندس أبو أكبر فتحي الخريشا
( آدم )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق