( بوح الحروف )
الأديبة د. صباح الوليدي
داويــتُ قلــــبي بـالمـــــدادِ لأنّـــه
لم يُجــدِ طبً في شـفاءِ مـواجعي
وكـتبتُ وجـهي في المــرايا غــربةً
تشكـو انطـفاءَ النـورِ بين مواضعي
و بكــيتُ صمــتًا لا يُفســرهُ ســوى
حـرفٌ تكسرَ في ارتعـاشِ أصـابعي
أخفيتُ نبضي في الـحروفِ تَعـففًا
فالحرفُ أشرفُ من نحيبِ مجامعي
وسكـبتُ دمـعي في الدفـاترِ عـلّني
أشفي انكساري من جراحٍ فاجــعي
كــم ليــلةٍ نزفـــت عيــونُ دفــاتري
وسهِـرتُ فيها في وجومِ مضاجعي
أشتــاقُ نبـضي حــينَ كانَ مُـرفرفًا
قبــلَ التصدّعِ في شقـوقِ مواقـعي
قـد كــنتُ أبني مـن رجــائي سُـلـمًا
فهوى الرجـاءُ وتاهَ حـلمُ الطــامعي
لكـــنني أبــقى و الكتــــابةُ مهـــربٌ
ألــقى به صــدقَ الشــعورِ اللامــعي
عــالجـتُ جُــرحي بالحــروفِ لأنني
ما عــدتُ أرجـو للطــبيبِ مـراجعِي
فاصغـوا لبـوحِ الحـرفِ لا تستهزئوا
فالحـرفُ قـبرٌ والســطورُ مجـامعي
ما كلُّ مـن كــتبَ الحــكايةَ عــاشها
لكــنني أنـا الحـــــكايةُ لمــــدامـعي
إني وجـــدتُ بحـــبرِ قــلبي عِــزتي
ولقيتُ في لغتي طــريقي الواسعي
ما خـابَ من جعلَ الحروفَ رسـائلًا
تَشكو منَ الأوجـاعِ سطرًا ســامِعي
فالجــرحُ يُزهِـرُ إن سقـيتُ حــروفَه
واللـهُ في ظلــمِي ضـيـاءٌ ســاطعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق