باتَ يَشْكو كاسفُ الحالِ وصِبْ
حامِل الهمِّ، فماذا يرتَقِبْ...
يَسْهَرُ الْلِيْلَ كليلًا قد وَنَى
فَارَقَ النَّاسَ مُقِيْمًا مُغْتَرِبْ
ساهمًا في ذِكْرَيَاتٍ شُرّعٍ
في زِحامٍ كقطيعٍ مُنسَرِبْ
لاحَقَتْهُ، في سُرَاهَا خِفَّةٌ
كهبوبِ الريّحِ جذلىٰ تنتحِبْ
سّافِراتٍ قَدْ تَبَدَّتْ جهْرةً
كَمْ تمَنّى لو بِسِتْرٍ تَنْتَقِبْ
اِرْحَمِيْنَا يا طُيُوْفًا ورَّدًا
نَبْعُهَا جَمٌّ وحَادِيها طَرِبْ
عَانَدَتْهُ في تَحَدٍّ قاهرٍ
كُلَّمَا شَيَّحَ جَنْبًا تَقْتَرِبْ
اُمْكُثِي مَا شِئْتِ طِيْلِي وَاطرَبي
وَاحْضُرِي جمْعًا إِليكِ ينتسِبْ
قد غدا صدرُ المعنّى مرتعًا
ومراحًا لهمومٍ تنْشَعِبْ
وَتآلَفْنَا وَعِشْنَا جَمْعَةً
إلفَ مكدودٍ يُباري فَغُلِبْ
حالُ دنيانا عجيبٌ أمرُهُ
ينثرُ الوردَ وأحيانًا جَدِبْ
وانبرت تبديْ لنا أقدارَنا
كلّ مقدورٍ بلوحٍ قد كتبْ
يا أسيرَ الهمِّ جالدْ وانتضلْ
جاذبِ الدنيا عساها تَنْجَذِبْ
قَدْ يَبِلُّ المُبْتَلَى مِنْ كرْبهِ
وَيَرَى فجرًا جديدًا يَقْتَرِبْ
فيهِ سلوانٌ ينسِّي جُرْحهُ
بَعْدَ تَشْتِيْتٍ وَقَلبٍ مُضْطَرِبْ
أبو وحيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق