يراودني حينما
تدلت ملامح الشوق
****************
يراودني حينما
تدلت ملامح الشوق
هوالحب من المهد ٱتاني بنشوة
ترجل فوق كسور قديمة
يبكي حلما مسكوبا فوق الرمال
تاه في لجج السنين عنوة
وأنا الحسناء اليافعة
قبل الذبول
رحلتي أعواما رحلت
تناهز جمود السنين
عقيدتي في صوت الغناء
تصدح بالأمنيات
وكورسي جوقة من الحالمين...
أوراق الصولفيج أصفار مبعثرة
تائهة في عقول الحائرين...
يعتريها وجع زفرات الأنين
ثورة الوله شراع يتزمجر بالغليان
بركان الشوق يتفجر لهيبا
كمرجل يغلي بمشاعر العاشقين...
مهر ذاك لم يبلغ الحلم بعد
يراود عوسجة تدلت بغنج دفين...
تستجدي النهر برعشة واهتزاز
تطفو في غشاوتها شيئاً من الحنين...
الحب أضحى لغة تعاند العابثين
تعارف سكرى بين كؤؤس الشاربين
كعزف نايٍ ملتوية الأصابع
ولكن لا تستكين...
قصيدتي إليك راحلة
إليك مسافرة أحمل علامات الوجع
فوق الجبين...
على رصيف محطة الغرباء
ترقب ذاك الزورق الهارب من دفتري
هي على موعد مع الزمان
في منتدي الفردوس تلتقي
وموكب به ضجيج يحذو المسير
الصخب متوجه إلى قاع الرأس
دعته صاحبة خيال في المساء
لحفل فوق ثلج الدانوب
العشاء حروف قصيدة
والنغم موال من بلد حزين...
هنالك نجم جديد مرتبك
ينشئ حوارا مع الثريا بجواره
تسأله تبادل الأمكنة برفق
في القبة الزرقاء إشارات
سئمتْ مفاتن التاء المعلومة
بتعاريج مسار السنين...
والماء مسافر يترنم علي وتر
يلثم شفاه الجدول خجلا
كما شفاه العاشقين في الصمت
وعجوز تتصابي خلف الزهور
زركشت الحناء بمفرقها المشيب
في عجلة من أمرها تفر مترنمة
لم تفقد تحية المساء والأغنية
على جوقة الحساسين همزات
راحت في رقص هستيري
تتأرجح في غوغاء تتمايل
وقعقعة الموت تتصيد منها
الزهو في كل حين...
أنا مازلت تلك الطفلة
الصغيرة الغضة
أتعلق خلسة بثدي الزمن
فيروقني الشراب
أمج العشق لغة خرساء
في حلقوم الزمان
من ثمل المتيمين
أعود وأعرج فوق قطرات
الوجع الدفين
الشاعر محمد محمود البراهمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق