« ردّ الجبل»
---
قال درويش:
يمشي على الغيمِ في أحلامه، ويرى
ما لا يُرى... ويظنّ الغيمَ يابسةً!
عالٍ هو الجبلُ.
---
فأجبته:
أنا مَن وقفتُ على قمّةِ الوهمِ
أهتف:
"ما أعلى الجبلُ... إن لم يكن فيه ظلّي؟"
سرتُ على الغيمِ مثلك
لكنني
كنتُ أبحثُ عن مَن سقطوا تحتي
لا مَن ارتفعوا فوقي
قلتُ:
ما أقسى الحلم حين يُرَبَّى على أكتاف الخذلان!
وما أرهف الرجاء
حين يزحفُ على ركبتيه
ولا أحد يمدّ له يداً
لا،
لم أنتظر الفرصة، بل
خلقتُها
من بقايا فُتات الأمل
ومن دمعةٍ سقطتْ
فروتْ صحراء صدري
وإن سألوني:
أأنتَ مجنونٌ؟
أقول: نعم...
لكنّي لا أبيعُ العقلَ إلا لِمَن يشتري الوجدان.
---
ثم قلت:
يا درويش،
قد عَلتْ جبالُنا بالصمت
لكنَّ صدورنا تنبض بالشعر
نقاوم لا كي ننتصر فقط
بل كي لا نموت ونحن واقفون!
عبدالله العراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق