تمرّدي ...
تمرّدي ما أبهى النداء بشاشة
والكلّ يصفّق في عروض خطاب
قالوا تحرّري من القيود جميعها
فإذا بهم يغزلون قيد صعاب
يا ليت قومي يعلمون بأنّها
كذب يسوّق في غلاف كتاب
قالوا تدخين الفتاة رجولة
ولها يعدّ دليل استقلال
فمضت تلوّن رئتها بأذى الهوى
كي تستقيم على مقاس مثال
ونحيلة تبدو كأنّ جسومها
صنعت لتخدم شهوة الإعلان
قالوا جسمك لوحة للعرض في
شاشات دنيا المال والإعلان
فغدت تبيع الشّعر كي تسوّق صبغة
أو تستعرض خصرها الفتّان
وتباع في كأس الخمور ابتسامة
كي يزدهي إعلانه الخوّان
كانت أسير تقالد موروثة
واليوم صارت رهن كلّ سهام
تحت الوصاية قد شكت من قيدها
فإذا الوصاية شركة الأقلام
حرّية صارت عبوديّة بها
تستعبد الأجساد بالإلهام
فتمرّدي لكن على زيف الدعاوى
لا أن تكوني زينة للأقزام
لا تؤمني أنّ التبرّج ثورة
فالثورة العظمى بصوت حكّام
الحكم للنور العقول إذا سمت
لا للإعلانات الكبرى المرام
تمرّدي لكن على الاستهلاك في
أسواق عصر بائع غشّام
كوني ثورة فكرك الحرّ الذي
يسمو إلى الأفلاك في الإقدام
حرّية الأجساد كذب سافر
أعداؤها صنعوا له الأصنام
حرّية الأرواح أبهى ثورة
تسمو على الأوهام والأحلام ...
بقلم : معز ماني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق