عذرا أبي
أعتذر منك أبي عن كل كلمة
مني أشعلت يوما غضبك
عن كل ظن كنت أحمله لك
عن كل وصف كنت أظنه فيك
عذرا أبي إن خاننتي فيك كل هذه الظنون
حينها كنت طفلا لا يعلم شيئا عن
معنى الأبوة. وخوفها
حرصها وغيرتها
إلا حين كبرت وأصبحت أبا مثلك
ماكنت أعرف أن الشدة أحيانا في قاموس الأبوة هي الحب بكل معانيه
وأن العصا ليست وسيلة للضرب بل كان مرشدا أمينا يدلني الصواب والخير طوال الطريق
وان الشدة ليس قسوة
بل هي غيرة ثتور في قلب أب صادق يخاف علي من ضياع تلتهمه الذئاب
يريد مني أن أحملها غدا سلاحا في وجه السباع
ما كنت أعرف أن عصيك الكثيرة قراراتك الصارمة حرمانك حصارك المطبق أحيانا
هي وسائل مهمة جدا
تقتضيها
مدرسة الرجولة في الحياة بمثابة دروس عملية للرجولة بعينها
تريد إعدادي نموذجا لفخار.
ترى فيه ظلك الممدود
حلمك الشغوف
يحمل طهرك حبك حرصك
يجسد غيرتك إخلاصك حزمك وكبريائك
يترجم خطاك
تريد صناعتي رجلًا صلبا يشق هذا الدرب رأسا شامخا لا يستكين وعزما فولاذيا لا يلين
عرفت اليوم
أن كل ذلك ما كان منك
إلا لأنك كنت أدرى مني بهذه الطريق
أعلم مني بخفاياها وأسرارها
بوحوشها وذئابها
أخبر مني بأي رجل يريده هذا اليوم
وأي قلب يريده هذا الدرب
عرفت اليوم أن
كل شدة في غضبك
احمرار وجهك
عنفوانك
قراراتك الصارمة
كل ذلك والله ما كان منك غلظة ولا كرها ولا شدة ولا استعراضا لقواك ولا تفريغا لغضب طارئ فيك
بل كان حبا جامحا
غيرة أب حنون ، قلب أب يسكنه خوفا لا يفارقه طوال الطريق
عرفت اليوم
أن كل ضربة لك كانت تبوح
بضربات قلبك المرتجف خوفا علي حتى الجنون
وأن كل شدة لك كانت
تحمل همك الشديد -الذي طالما أقلق نومك- في أكون رجلا شديدا لا يقهر و لا تؤثر فيه ظروف الحياة
وأن كل قرار صارم
كان يحمل حرصك بأن أكون شخصا حازما في كل معترك الحياة في كل فعل وقول
وان كل حصار لك هو درس عملي آخر علمني الصبر والثبات.
بقلم أ /صلاح الناصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق