الأحد، 19 أكتوبر 2025

♕ قصة .. رحيل حلم ♕ بقلم الكاتب : حسين عبد الله جمعة

 رحيل حلم...!

قصه قصيره،بقلم:حُسين عبدالله جُمعة 


قبل أن تبدأ رحلته،كان يعلم مسبقًا أنّها ستنتهي رحلة البدايات التي اعتادها وخبرها عن ظهر قلب،

وكما هي آلامه المتراكمة والمتزايدة يومًا بعد يوم…


عاد خائبًا، منكفئًا على نفسه، مطلقًا اعتذاراته،

ملوحًا بها لعله يجد راحةً ولو مؤقتة.

سنين عمره كلها،كانت بحثا عن دفءٍ مفقود منذ الميلاد،

لم يتوانَ عن التقاط أي فرصة لتلمس سكينته التي حلم بها،

إلا أنّه سرعان ما أدرك حظه العاثر…


حاول مرارًا مواجهة العاصفة وريحها العاتية،

والثورات الداخلية المتأججة في قلبه،

وخاصة في قلبه الملتاع، وحلمه الذي يتلوى بين يديها،

يتمنى أن يغفو ويغفو… ربما إلى الأبد…

بعد أن يلمس عطرها ويشتم دفئها المسروق.


كانت تثيره بطيبتها، تدعوه للتساؤل:

كيف يكون له وحشة الغياب وهو أصلاً غريب،

ويعيش الغربة بكل تفاصيلها؟

وكيف يكون غاليًا بينما هو كالريشة

تتناقلها الرياح هنا وهناك،

على حلبة الحنين والانكسار…


صرخ، ملء صوته، وحيدًا كما هي عادته،

في عاصفته الثلجية الأخيرة التي هطلت على مدينته البائسة…

أذناه الباردتان المتجمدتان بفعل الصقيع، التقطتا عواء الضباع والثعالب والذئاب

في صحراء قلبه المتعب…

لكنّه عاود الصراخ، نادى صوته المكسور:

"يا وطن الثلج… يا وطن الثلج… أَعِنّي!"


حينها، أطلت ملكة الثلج،

لكنها لم تكن امرأة…

كانت الوطن نفسه، رمز الحنان المفقود،

تمددت يده المتعبة في معطفه البني،

تحاول أن تمنحه بعض الدفء،

لكن الوطن لا يمد يدًا كاملة،

يترك فقط شعورا بالسكينة إلى

مخلفات الذات المبعثرة لتجمعها على دفء أبدي…


هدأت العاصفة، خمد الصدى،

حتى دموعه تجمدت،

رائحة الوطن تسللت إلى أنفه،

أعادت السكينة إلى قلبه المتعب،

وتركته يحلم بحلم قرمزي قديم،

بحلم لم يكن له وطن إلا في ذاكرته…


حسين عبدالله جمعة 

سعدنايل لبنان




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ ياحسدنى على الضحكة ♕ بقلم الشاعر : د. محمد عبد العزيز

 ياحسدنى على الضحكة  والوش متخبى رب القلوب عالم ودارى   ايه مخبى بضحك ومن تعبى   اتعودت ما اتكلمش يا حسدنى علي الضحكه  مين من الهموم خالى وح...