المعاملة بالمثل أم المعاملة بالأصل ...
بلا شك بأن للتربية والثقافة دور مهم في رسم حدود التعامل مع الآخرين والكيفية التي تتم بها..
وهناك الكثير من الناس لا يقبلوا أن يُساء لهم ؛ فقد يتغاضوا عن الإساءة لمرة واحدة ولكن إن تكررت الإساءة بشكل مستمر ومقصود فهنا يُفهم من ذلك بأن الهدف من الإساءة هو الإذلال والتحقير ، فهنا يمكن للشخص المُساء له بأن يفقد صبرة وكظم غيظه ويجد بأن المعاملة بالمثل أي رد الإساءة بإساءة هي الأنسب في المعاملة .
ولكن آخرين يجدوا بأن رد الإساءة بإساءة أمر غير مجدي، فهذا سلوك و أسلوب يدمر العلاقات والصداقات ويخلق جواً مشحوناً قد يؤدي إلى مشاكل لا تحمد عواقبها ، وهنا تكون للتربية والثقافة دوراً مهماً في صقل شخصية الشخص وتصبح من مكونات شخصيته وسلوكه الذي يُعرف به في المجتمع وبين الناس فلا يندفع للرد على الإساءة بإساءة أخرى بل يكون أكثر هدوءاً وسكينة لأن أخلاقه تُلزمه بذلك فهو الأكثر كظماً لغيظه وأكثر عفواً عن الناس ؛ وهذا السلوك والرد بحد ذاته هو رد إيجابي سينعكس على المُسيء ويكون بمثابة درس له يُحتم عليه التوقف عن الإساءة للآخرين.
ومن هنا نستطيع القول بأن المعاملة بالأصل هي الأكثر نجاعة في تغيير سلوك الآخرين وتعليمهم وتربيتهم ، فليس معنى التربية أن نعلم الناس ما لا يعلمونه ولكن التربية هي أن نعلمهم كيف يسلكون بطريقةٍ غير التي يسلكونها .
د. عز الدين حسين أبو صفية،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق