عادت إلى المنزل مرهقة،متعبة.يومها كان شاقا.العمل إستنزفها و استغلها إذ جعلها تستهلك كل نشاطها،كان بمثابة مصاص دماء لكنه مص قواها عوض دمائها.غيرت ثيابها بسرعة،كانت مستعجلة بسبب رغبتها الشديدة في الإستسلام إلى نوم عميق،علها تتلذذ طعم الراحة.أسقطت رأسها على الوسادة متعمدة ذلك فصافح خدها القماش بعنف.ثم سمعت أنين هاتفها!كانت إشارة من الفايسبوك تدل على أن أحدهم أرسل طلب صداقة،كان شاب تحمل ملامح صورته الأناقة
و الجاذبية،إستغربت من ذلك ثم لم تكترث،فكثيرون هم مجهولوا الهوية الذين يراسلونك رغم أنك أمر مبهم بالنسبة لهم أيضا.أغلقت هاتفها ثم إستسلمت إلى نوم عميق،إندثر بفضله كل تعبها.إستيقظت،أمسكت هاتفها ثانية و فتحته،وجدت أنها نسيت أمر ذلك المجهول.وافقت على طلب الصداقة،من باب الفضول.لكنها لم تكترث كالعادة،ليست أول مرة تتلقى فيها طلبات صداقة.لم تكن تعرف أن ذاك المجهول،ليس كغيره.بدأ في محاكاتها بطريقة عادية تخلو من الجدية،و كأنه يعرفها من قبل.شعرت أنها تحاكي روحها،شعرت أنه بجانبها،كانت علاقة إفتراضية من نوع آخر.تتالت الأيام مسرعة،و في كل مرة كانت تعشق تلك المحادثات،تعشق أبسط الكلمات،حتى:مرحبا/كيف حالك...مع مرور الأيام و الوقت الذي تصحب فيه إلى عالم شأنه شأن الجنة كلما تلقت رسالة من ذاك المجهول،أعجبها،سحرها،ثم ملك قلبها و سيطر على روحها.أصبحت ترى الدنيا بعينية و تشعر بقلبه. أصبحت تحب كل ما يتعلق به حتى حروف إسمه التي تنطقها محدثة رنه ساحرة.في المقابل:كانت مشاعره جافة،كصحراء قاحلة،مشاعر بخيلة.لم تعد قادرة على إخفاء أحاسيسها،و حين تجرأت و ربما تواقحت و أقرت،تقبل الأمر بطريقة عادية و كأنه متعود على سماع هذه الجملة من المعجبات.لكن عندما شعر بجديتها،أخبرها أن قلبه مع إحداهن.تألمت،صرخت،أخبرت صديقاتها و تقبلت نصائحهن،تساءلت،انكسرت...لكنها علمت أنها تجربة فاشلة قد وهبتها درسا لن تنساه.درس عنوانه:الحب كالمطاط يمسكه شخصان إذا تركه أحدهما تألم الآخر.
قلم:إيمان بن حمادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق