(حلم )
سكنته بالحلم.....تغيرت حياته ......عزلته عما حوله ، يعيش معها كل مساء ويسهر .
يتخيل وجهها ......يديها الناعمتين وهي تسدل غطاء النوم عليه وحفيف ثوبها يتحرك في كل انحاءغرفتة .تسكن معه بل فيه .... روحه وقلبه وعقله .
يستيقظ على حرارة كفها ............وعطرها الذي ملأ المكان
نشوة .
فتح عينيه ، لم يرى إمرأة ولا ظل إمرأة.. فقط ظلام الغرفة مسيطر على المكان .
عرف ان مارآه حلم ليس إلا.... تمنى لو ان ذلك طال اكثر ولم يستيقظ ، بقي لحظات يفكر بها.....يستعيد وجهها.... ولمسة كفها ....والوهج المنبعث من عطرها .......استدار لجهة اخرى واكمل نومه .
لتعود بثوبها الأبيص الشفاف....... ووجهها المغسول بالطهر والحب والنقاء......... وعيناها كبحر هادئ مد يده اليها ، اقبلت من تحت ستار الظلام .........حيث جلست على حافةالفراش
حدثته عن الحب عن معاناتها ....... وعيناها تغرقان في عينيه المندهشتان المتسعتين غبطةوفرحاً .........تتحدث وحرارة أنفاسها تكاد تلامس وجهه ..كاد يمسك بها فلا تستطيع فكاكاً منه ،وكأنها
ادركت ما يجول في خاطره فتملصت
كفاها من بين يده وانسلت .... وهي تبتسم غذوبة ، وبسرعة غاصت بالظلام وبالوهم .
إنها طيف حلم ..........داعب رغبته القاتلة ان تتحول لحقيقة
رغبتة تبدو أنها مبتورة مقطوعة .
هي وجه من وهم انه في وضع لايفهمه....... لماذا إختارت ان تكون زائرته دون غيره .
كل يوم اصبح يتعجل لفراشه .... متعجلاً خدر عينيه وجسده ووعيه ليندس في نومته حيث سيلتقي بها ، صار الليل موعد ثابت لها ...... يتهيأ وكأنه ذاهب الى موعد حقيقي .
الحلم والوهم عشعش في روحه وعقله وقلبه، اصبح لايكترث
بسواها ، لقد اغلقت عليه مشاعره ........عاش في عزلة داخل نفسه وأوهامها الهائمة .
اخر ليلة جاءت اليه في حلمه بل في وهمه .....تقدم اليها بإبتسامة ومد كلتا يديه دون ان يفكر بأي اعتبار بقي يتقدم
ويتقدم ويداه ممدوتدان ،وعندما لمسها صرخت صرخة هزت اركان المكان .....
صحى من وهمه..... من حلمه ليدخل في جنون حقيقي فهو يجوب الشوارع والاماكن يفتش عن تلك المرأة الحلم............ كل من حوله يظنه مازال في رصانته المعهودة ................... وحده من يعرف انه مجنون بالوهم والحلم...............ووحدها تعرف انها سكنته مثل الجان .
بقلمي : عمر أحمد العلوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق