إنها البليَّة
بقلم الأديبة/حنان فاروق العجمي
وشر البليَّٰة ما يُضحك
عُذرًا أفاقت قد كانت معميَّة
إنها عنوان المرأة الصلبة القوية
لا تعرف طريقًا لليأس
وفي التَّحَمُّلِ لا بأس
كم أعياها كَذِبُ نظراتِك
وضجرت بلامبالاتِكَ وإيماءاتِك
أَمَّا عن هروبِكَ والرخصِ بأسلوبِك
يُحكَى عنهُ وتعزِفُهُ قيثارتُها الشَّجيَّة
خضوعها بأحلامك أمنية
رغم السقوط والنهاية المُخزية
راشقة قدميها على أسلاك شائكة
ويدمي الجلد ويتقطَّع اللحم
جَفَّت عيونُها والحقد من نحرك تَمَلَّك
ما عُدت تشعر بِحَدِّ سيفها
وتتحامق فوق حمقك
وتتباهى بخيبةِ أَملها فيك
أمَّا عن ضباع الطبعِ كانوا مفاجأة مُدَوية
ينهشون فيها وينشدون أنشودة السلام
السلام السلام لروحها من شر الأنام
يُبحرون بمياهها ويرمونها بسهامٍ لئام
امتطت صهوة فرسها وشدَّت وثاقها
وأحكمت بفمها اللجام
قالت لا تنطق
سيتطاير بغير حساب شررها
ويُقذَف لهيبها
لن تَرحمَ مَنْ لم يرحمها
فاق الحد تَحَمُّلُها
ويجري دمُها بعروقها هاربًا
اقترب إعلان النهاية
وخطوط الحدود تُقام
لم تنس حرفًا
ترجَمَت الكلمات
بحثَت عن مرادفات رُبَّما تُبَرِّئها
أسقَطت النقاط العبرات
والذنبَ أغرقَها
وأشارت أنامل العقاب
لا مَفَر امتثلي لا هروب
اعترفت المفردات أدلَت بأقوالها
قذفتنا الألسن بكامل إرادتها
والسخرية كانت مذاقَها
أقوى من لاذع الطعام
وأحماض الجسد المُنهكِ لم تهضمها
وداخل بركان نيرانه لا تذوب
كُتلٌ صخرية تتناثر هنا وهناك
وتَئن وتصرخ الأعضاء
إنه الرياء إنه الرياء
كقطع الشطرنج المغلوبة
ضعيها جانبًا
لا حياء ارتدِ حُلَّة الاستقواء
استباحت نفوسهم هدمكِ
لا تسألي عن الأسباب
يستجيبون لشياطينهم
وسماعهم يُستطاب
لا تجزعي إنه طبع البشر
إنكِ فقط كنتِ خلف الأسوار
علام تبكين أَما اعتدتِ الخذلان!
لكِ زمن بهذا المكان
فهمتِ الدرسَ جيدا وقرأتِ العنوان
قابيل وهابيل من قصص القرآن
بقلم الأديبة/حنان فاروق العجمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق