...................... عَيْنُ مَاءٍ نَكِدٍ ..........................
... الشَّاعر الأديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
رَأَيْتُ زَمْبَقَةً بِقُرْبِ الْعَيْنِ تَسْأَلُنِي
مَالِي أَرَاكَ حَزِيْنَاً تَفْطُرُ الْقَلْبَا
مَالِي أَرَىَ دَمْعَ عَيْنَيْكَ يَنْسَكِبُ
وَالْصَّدْرُ يَلْهَثُ كَأَنَّهُ أُوْسِعَ الْضَّرْبَا
وَالْصَّوْتُ مَخْنُوقٌ يَبْدُو بِحَشْرَجَةٍ
وَلَا يَبْدُو عَلَيْهِ أَنَّهُ شَرِبَا
وَالنَّفسُ مُعْتَلَّةٌ وَالْرُّوحُ لَائِمَةٌ
وَصُورَةُ الْوَجْهِ تُبْدِي نَصَبَا
أَرَاكَ مَحْزُونَاً وَعَطْشَانَاً لِمَاءٍ
وَالْمَاءُ قُرْبَكَ عَطْشَانٌ وَمَا شَرِبَا
عَجِبْتُ لِعِزَّةِ نَفْسِ مِثْلِكَ كَبِدِي
عَطْشَانُ وَيَقْتُلُهُ الْظَّمَا إِلَيَّ مَا اِقْتَرَبَا
فَقُلْتُ لَهَا هَلْ يَشْرَبُ الْمَرْءُ
مِنْ عَيْنٍ تُسَمِّمُهُ أَظِنُّ مَا شَرِبَا
سَئِمْتَ مَاءَكِ وَالْمَشْرُوبُ يُؤْلِمُنِي
لِأَنَّهُ مُضَمَّخٌ بِالْشُّؤْمِ إِنْ شُرِبَا
وَهَلْ يَشْرَبُ الْمَرْءُ مَاءً آسِنَاً
أَبَدَاً وَهَلْ لِمَاءٍ آسِنٍ أَنْ يُشْرَبَا
مَلَلْتُ مِنَ الْزَّنَابِقِ مَاؤُهَا الْكِدِرُ
وَأَنْحُو نَحْوَ مَاءِ الْيَاسَمِيْنِ الْأَعْذَبَا
فَعَيْنُكِ مَا نَضَحَتْ بِمَاءٍ طَيِّبٍ أَبَدَاً
وَمَا سَقَتْنِي يَوْمَاً مَاءً طَيِّبَا
لِأَنَّكِ فَضَّلْتِ عَلَيَّ وَرْدَاً شَائِكَاً
وَسَقَيْتِ مَاءَكِ الْصَّافِي عَقْرَبَاً غَضِبَا
لَعَلَّكِ عَيْنُ الْعَقَارِبِ لَا عَيْنُ زَمْبَقَةٍ
وَمَاؤُكِ عَلْقَمٌ وَنَبْعُكِ مُتْعَبَا
وَأَنْتِ خَادِعَةٌ وَلُؤْمُكِ بَيِّنٌ
وَمَاؤُكِ لِلْأَوْغَادِ سَهْلٌ مَسْرَبَا
فَمِثْلِي لَنْ يَسْتَقِي مَاءَكِ وَإِنْ غُرِّرَ
بِهِ وَلَنْ يَعُودَ ثَانِيَةً إِلَيْكِ لِيَشْرَبَا
قَتَلْتِ مِنْ أَزْهَارِي قَتْلَ جَائِحَةٍ
وَخَرَّبْتِ مِنْ وُرودَي مَا لَمْ يَخْرُبَا
فَلَنْ أُدَانِيْكِ يَوْمَاً بَعْدَ أَنْ وَقَعَتْ
فَأْسُكِ بِرَأْسِي وَرَأَيْتُ كَيْدَاً عَجَبَا
فَمَاءُ عَيْنُكِ أُجَاجٌ لَا أسْتَسِيْغُهُ
وَنَبْعُ عَيْنُكِ آسِنٌ مُحَالٌ يُشْرَبَا
سَمَّمْتِنِي زَمَنَاً طَوِيْلَاً قَاتِلَاً وَقَتَلْتِنِي
فَلَنْ أَعُودَ إِلَيْكِ لَا لَنْ أُغْلَبَا
دَعِيْنِي أَشْرَبُ مَاءَ عَيْنٍ صَافِيٍ
وَاُسْقِ أَنْتِ أَشْوَاكَكِ وَاُسْقِ الْعَقْرَبَا
فَلَسْتُ مُضْطَرَّاً لِشُرْبِ مَاءٍ آسِنٍ
مِنْ عَيْنِ مَاءٍ مَاءَهَا قَدْ جُرِّبَا
نَبْعٌ تَدُوسُهُ الْأَنْعَامُ إِنْ مَرَّتْ بِهِ
وَكَمْ لَعِبَتْ بِهِ أَقَدَامُ قُرُودٍ لَعِبَا
فَالْمَاءُ يُشْرَبُ إِنْ كَانَ مِنْ نَبْعٍ صَفَا
وَتَعًوفُ الْنَّفْسُ مَاءً آسِنَاً خَرِبَا
.....................................
كُتِبَتْ في / ١٢ / ١ / ٢٠١٧ /
... الشَّاعر الأديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق