& ملاك في زمن الأوغاد & بقلم الشاعرة: بادية عباس

 /ملاك في زمن الأوغاد/

عُيونكِ أُنشودَةُ المطَر

مكتوبٌ عليكِ العَذاب

كتابٌ خَطَّ سَطرَهُ القَدَر

مَجبُولةٌ بعبيرِ  البَنفسَج

أصبَحتِ أنتِ الزَّهرة  وغيركِ عَوسَج 

تُرَاكِ يارَقيقَةَ الوِدَاد

حَلمتِ بالعَيشِ الرَّغِيد  في وادٍ للذِّئاب

وماعَلِمتِ أنَّنا نَعِيشُ في حِدَاد

على زَمَنٍ باتَ فيهِ الغَدرُ في اِزدِيَاد 

وماالوُجوهُ إلاَّ أقنعةٌ جميلة

ترَينَها بريئةً لكنَّهامَليئٌةٌ بالرَّذِيلَة

وأنتِ أيَّتُها الحالِمَةُ الجميلة 

مازِلتِ تَسكُنِينَ في مدينةِ الفَضِيلَة

جَمِيلَتي تَوَقَّفِي عن أحلامِكِ البَعِيدَةِ المَنَال

فَأنتِ في مدينةٍ تَعُجُّ بالأَنيابِ والأَغلَال

أحلامُكِ مُجَمَّدَة وروحُك مُقيَّدَة

ياوَردَتي المُعَطَّرَة البنَفسَجِيّّة

حُزنُك مُقِيم في أحرفٍ أبجَدِيَّة

حبيسةَ المكانِ والزّّمان

تحاوِلينَ أنْ تُبَدِّلِي العُنوَان 

في أروِقَةِ المَدائِن الأرضِيَّة

لَن تَلتَقِي بِحُلمِكِ الوَردِيّْ 

فَثَمَّ هُناكَ لُعبةُ الأَحزَان

مُقِيمةٌ على المَدى  لاتَبرحُ المَكَان

حَبيبَتِي تَريَّثِي تَمهَّلِي

فإِمَّا أن تَكُونِي مِثلَ باقِي العِبَاد

أَو فَلْتَمُوتِي في غَياهِبِ الرَّمَاد

هيَّا انهَضِي من سُباتِكِ العَمِيق

 وصِيري كالعَنقاءِ وافتَحِي الطَّرِيق

لا..لاتَستَكِينِي لِظُلمَة اللَّيال

وَاصْنعي لِنَفسِكِ خارِطَة النِّضَال

فالضَّعفُ نَقِيصَةٌ في زَمنِ الأنْذَال

كوني كَصَخرةٍ صَلبَةٍ قويَّة

مَهمَا اشتَدَّتِ الرِّياحُ والأمطَار

لا تَسمَحِي لَها بَجَرفِكِ

كُونِي صَعبَةَ المَنَال

برَاءَة.. لاتعِيشِي في ظِلال

هيَّا اشرقِي كَشَمسِ النَّهار

وفُكِّي قَيدَكِ واخرُجِي مِن سِجنِك

فلا حَياةَ لِلبَريء في هذِه البِلاد

اِنزَعِي مِن قلبِك طِيبَة الأَجدَاد

فنَحنُ لَسنا في زَمانِهم يابنَةَ الأمجَاد

هيَّا اِفرَحِي واِرتدِي ثوبَ البَيَاض

واِخلَعِي ثِيابَكِ السَّودَاء

فأَنتِ لا يَلِيق بِطُهرِكِ السَّواد....

الأستاذة بادية عباس