*عُذرا فلسطين *.
عُذرًا أمّي الحبيبة
عُذرًا أيّتها الغريبة
عُذرًا سيّدتي السّليبة
إن شَعُرتِ يومًا
أنّكِ تُصارعين الموج وحيدة
فإن كنتِ منّي بعيدة
فتأكّدي أنّكِ دَوْمًا
من القلب قريبة
لن أتخلّى عنكِ
و إن أَعرض عنكِ الجميع
لن أبيع
و إن تنافس العرب على التّطبيع
لن أَخنع
و إن بالغ الأعداء في التّجويع
لن أتراجع
و إن أثخن الخُصُوم في التّرويع
أعلم علم اليقين أنّكِ تنزفين
و في صمت حزين تتألّمين
و لكن رغم الوجع و الأنين
مازلتِ شامخةً كعادتكِ
باسقةً في كبرياء تقفين
مثلَ نخلةٍ سامقةٍ تبتسمين
متحدّيةً جبروت المُعتَدين
بعزيمةِ المؤمنين الصّادقين
و بإرادة المرابطين المُوَحِّدين
تأكّدي حبيبتي فلسطين
أنّني لن أهدأَ و لن أستكين
لن أَترُككِ وَحدكِ للأمواج تُصارعين
لن أركعَ و لن أرفعَ صوتي عاليًا
كالثّكالى بالبكاء و العَوِيل
و إن صعُبَ إليكِ السّبيل
لأهب نفسي للأقصى فداءً و للجليل
و لغزّة و جينين و الخليل
فسأَُُسنِدكِ بحُبٍّ ليس له مثيل
و وَرَقاتٍ بيضاءَ و كُنّشٍ صغير
و قلمِ رصاصٍ طويل
ًيُطلق كلماتٍ عاصفة
كريحٍ صرصرٍ عاتية
ًوَ حروفًا قاصفة
كَرُعودٍ مُزمجرةٍ غاضبة
مسنودةً بمفرداتٍ ساحقة
و عباراتٍ ماحقة
كحجارةٍ من سجّيل
تُدمي و تُشفي الغليل
و كَزخّاتٍ من الرّصاص
منطلقةً للقِصاص
سيُدوّي صوتي عاليا
ضدّ الطّغاة المعتدين
سأكون سندًا قويّا
لإخواني المُجاهدين
و نَصِيرًا صادقًا
لأشقّائي المُرابطين
في غزّة العزّ
ٍو في كلِّ شِبر
من أرض فلسطين
فابتسمي يا قُدسَنا و استبشري
و تفاءَلي بتحريرِ الأرض
و تحقيقِ النَّصرِ المُبين
كمال العرفاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق