الثلاثاء، 10 أكتوبر 2023

♕ قصة .. لحظة الميلاد ♕ بقلم الكاتب : محمد علي عاشور

 بمناسبة انتفاضة رجال الأقصى 

قصة قصيرة / بقلم محمد على عاشور 

لحظة الميلاد

نظرت الشجرة المزهرة من عليائها إلى الحجر الراسخ منذ الأزل وقالت له متعجرفة : 

" أنت قابع هاهنا منذ القدم ، وأنا أعانق النسيم وأزداد طولاً ، حتى أن قاطفي أزهاري يقفون على رأسك كي يقطفوها" 

رفع الحجر العتيق رأسه متأملاً ثم ابتسم في سخرية وعاود هدوءه الأزلي وتطلعه فيما حوله . 

لمح من بعيد الشمس تداعبه بأشعتها الدافئة ثم تبتسم وهي تقول :

: لا تحزن ، فهي تتجاهل أن الماء الذي يرويها ينبثق من تحتك ، والزمن يمر من فوقك وأنت باق ، أما هي فقد نمت بسرعة وسيأتي اليوم الذي تفنى فيه . 

نظرت الشجرة المزهرة إلى ربة النور وهي تضحك . 

انتبهوا جميعا بعد سماعهم ضجيجاً في المكان ، ضباعاً مختلفة الأشكال قادمة من اتجاه الغرب، تعبث في كل شيء و هي تتقدم .  

قالت الشجرة للحجر وهي تنظر إلى الشمس في سخرية : 

أنظر ها قد جاء قاطفو أزهاري وسيطؤون رأسك . 

بعد قليل جاء من الشرق فتيان كثر ، عيونهم جمرات ، وخطواتهم راسخة ، آخذون في الاقتراب .

تهلل وجه الحجر وهو يرى الفتية يلتقطون إخوته الصغار ويقذفون بها الضباع التي تخطفت بعض صغارهم وتحاول أن تخطف من الباقين الأقوياء.

 تقلقل الحجر الراسخ في مكانه ، وثار ثورة عارمة ، وتزلزل كيانه ، ثم ما لبث أن انفجر إلى أجزاء، والشجرة المزهرة تضحك ضحكات هستيرية وهي تراه يتحول إلى صخيرات من نار في حجم قبضة اليد ، سرعان ما التقطها الصبية وقذفوا بها الضباع التي فرت هاربة خلف أشجار الغرقد. 

عندها توقفت الشجرة المزهرة عن الضحك .

....................




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ لم يعد يُؤتمن ♕ بقلم الشاعرة : سها صلاح إبراهيم

 ((لم يعد يُؤتمن)) فؤادي لا تدع الشوق  يأخذك بعيدًا.  سيرافقنا برفقة  الجوارى، ويُلهم نفسه  بخضوعٍ للعشق؟  إنه خيالك المُضلل.  الأميرات ورثن...