سراب....
هو ذاك الأمل يتلاشى هناك
على حافة الأفق
يذرف دموع الحنين
يتصفح دفتر الذكريات
يبحث عن روحه الغابرة
يين ثنايا الأزمنة والأمكنة
يراقب وميض الخريف الحزين
يودع صواعق المطبات
يترجل إلى هناك
يلتحق الزمن البعيد
يلامس سماء اللقاء الدفين
بين الأمل والألم خيط نار
ببريق التيه في الأوهام
يشيد قلعة صرمدية الوجود
يسكنها الحزن والوهن والضياع
ضياع السنين الخوالي
ترجع به الأيام إلى ذاك الزمن
من العهد والوعد
وعد اللقاء والبقاء
ويبقى التيه وحيدا
فوق هضبة النسيان
تعانقه حبات الأمل
المتطايرة بفضاء اليأس
كان هنا الطيف الجميل
بلسان العسل ينطق ويعيد
على العهد سائر إلى البعيد
بقلب خفاق شديد
بحد السيف يقطع الحديد
يراهن دوما على الجديد
للهدف متوجها عنيد
للتحقيق النجاح الأكيد
قبل هذا وذاك ....هو السراب
خيم بين الأمل والألم
حط الرحال ومتن الوعيد
لكل نكار للخير شهيد
ويتباين الخيط الرقيق
يقطعه السراب بقوة العتيد
فتذبل ورود الورح
ويطير بلا عودة
حلم الغفلة إلى هناك
ليحط فوق منصة الضحية
يناشد بدموع التماسيح
كل من ركب فلك الفرار
بعد رحلة النفاق والشقاق
وتنحني راية الإنهزام
وترفع قبعات الإحترام الزائف
ويبتسم الكل إبتسامة نجاة السراب
وينتشر الجميع
بحثا عن الآت
من هنا وهناك
ليصطاد لبرهة ويعيد
قصيدة أنا لها إلى حين
ذاك الحين اللامع هناك
لوحة راسخة باقية سراب
هو السراب سيد الحضرة باق
للشاعر محمد علي الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق