هذه نافذة زنزانة الشهداء الفلسطينيين الثلاثة محمد جمجوم فؤاد حجازي وعطا الزير الذين اعدمهم الانجليز إبان الانتداب الإنجليزي على فلسطين . وتطل الزنزانة على مسجد الجزار المقابل للسجن في مدينة عكا التي استعصت على نابليون بونابرت فألقى قبعته في بحرها ليثبت انه قد وصلها.
في الشهادة ولادة
كم شاعرٍ وصفَ الهوى في شعرِهِ
كم عاشقٍ كتمَ الجوى في صدرِهِ
كم كاتبٍ نثر المنى في نثرِهِ
لا وصفَ يُنصفُ عاشقًا في أسرِهِ
مهما علا عشقُ المتيّمِ للذُرى
مهما أشادَ بعشقِهِ مهما روى
عبرَ الزمانِ وبينَ عشاقِ الورى
لا عشقَ يبلُغُ عشقَ من عشقَ الثرى
فثرى البلادِ مقدّسٌ في قلبِهِ
وكرامةُ الأهلينَ أسمى حبّهِ
فأسيرُنا رمزُ الكفاحِ بدربِهِ
رفضَ الخنا رفضَ الهوانَ لشعبِهِ
حبُّ الحياةِ سجيّةٌ عندَ البشرْ
لا عيبَ إن سَلِمَ الضعيفُ مِنَ الخطرْ
أمّا الأسيرُ فلا يبالي بالقدرْ
شرفُ المماتِ بل الشهادةِ يُنتظرْ
موتُ الأسير شهادةٌ نِعْمَ الأسيرْ
نِعْمَ الذي بموتِهِ خطَّ المصيرْ
موتُ الأسير ولادةٌ نصرٌ كبيرْ
لا الموتُ يُرعِبُهُ ولا نذْلٌ حقيرْ
فالحُرُّ لو في الأسرِ لا يتردَّدُ
مهما طغوْا وتجبّروا وتشدّدوا
يَهِبُ الحياةَ لشعبِهِ يتعهّدُ
بعطائِهِ الروحَ الزكيّةَ نشهَدُ
لا يستوي من عاشَ يمْقتُ موتَهُ
وأسيرُ قومٍ قدْ تعجّلَ وقتَهُ
فليرفعِ الأخُ في قُرانا صوتَهُ
ما عادَ فينا من يواصِلُ صمتَهُ
إنّ الأسيرَ بكلِّ عمرِهِ يفتدي
وطنًا وشعبًا منْ براثِنِ معتدي
يا أخوتي هيّا ضعوا اليدَ في اليدِ
حتى نسيرَ جميعُنا نحو الغدِ
لا نصرَ يأتي بالشقاقِ وبالخصامْ
أوْ بالخضوعِ لغاصبٍ يأبى السلامْ
لن ينقذَ الشعب الجريحَ من اللئامْ
قولٌ تكرّرَ عن وفاقٍ أو وئامْ
يا أخوتي صومُ الأسير عن الطعامْ
بذلٌ يُقزّمُ كلَّ فرسانِ الكلامْ
بالفعلِ لا بالقولِ ينْهزمُ الظلامْ
فبأيِّ دربٍ إخوتي يعلو المقامْ
يا أخوتي ثمنُ الخلاصِ دماؤُنا
وثباتُنا وصمودُنا ووفاؤُنا
يا أخوتي ماذا أقولُ بقاؤُنا
لنْ يستمرّ إذا استمرّ جفاؤنا
حبُّ البلادِ فريضةٌ يا أخوتي
لا حبَّ يعدِلُ حبَّها في مُهجتي
وَوفاؤنا لدمِ الشهيدِ وَصيّتي
ولمنْ يذودُ عنِ البلادِ تَحيّتي
السفير د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق