أوصاني رضيعٌ قُبيل استشهاده؛ قائلًا
حُلُمِي..
سأصير أستاذًا، أُحامي للقدرْ
أو ضابطًا، أو شاعرًا، فَيَدي وترْ
أو كاتبًا، أو أنْ أكون مهندسًا
خَطَّ الطريق، على سبيل المقتدرْ
سأصير يومًا، إنْ طبيبًا، أو فدا
ئيْ نهج عُمْرٍ، قد يطير إلى القمرْ
أحلامنا قَدَرٌ لنا، لا تنتهي
عند الممات، وفي المقابر من كدرْ
سنموت حتمًا من عمى تبجيلكمْ
ثوب الخيانة، ذلّةٌ لن تستمرْ
خيط الجروح أعاد بيرقها كما
في جسمنا صحّ العليل وما خدرْ
لكنّ جُرحي شقّ حُلْمي، فارتوتْ
أرضي منَ الدّم، والسّماء منَ المطرْ
عشتُ الحياة شهيدَ منفعةٍ برتْ
جسم الصّبيّ، وغَرسه، وهوى الشّجرْ
هل في دمائي دمعةٌ تَروي الرّدى؟
وهلِ المَدافع حرّرتْ منّي الأثرْ؟
أشلائيَ احتلّتْ شموس بلادكم
واغتالتِ الفكر الّذي انتهج الحضرْ
عمري ثوانٍ، قد أخافكمُ دمي
أو ربّما قبل الولادة من خطرْ
إنْ متُّ فالأرض الوليدة لم تمتْ
سترون نهج المصطفى فيمن حضرْ
يا غافلين عنِ الدّماء ونبضها
إنّ الدّماء ستكتب الوقت المَمَرْ.
عبدالقادر عوض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق