.. قلبانِ يفترقانِ
.. الشاعر محمد الخزامي
عيناي غارقتان في حلمٍ غريبْ
تتحدايان الصبحَ تومضُ بالدموعْ
ليلٌ تنهَّدَ في وجومٍ
خضَّبَ وجهَهُ الحزنُ الكئيبْ
ويداكِ تشتكيان
من قيدٍ
تلوحُ بالوداعْ
الدمعُ أنذرَ مقلتيَّ
أرَّقه الصراعْ
الليلُ أرخى حزنَهُ
وآلمنا الضياعْ
تاهت مراكبُ عشقِنا
والموجُ يبتلعُ الشراعْ
الحلمُ غادرَ لا بقاءَ ولا رجوعْ
وبقيتُ وحدي تائهاً
ما بينَ أنَّاتِ النهارْ
ثاوٍ على برٍ يعاتبُ
كيفَ أدمانا الفرارْ
همٌّ يطاردُني ويضحكُ بانتصارْ
فجلستُ أرقبُ طيفَكِ
ليلاً يؤبْ
عادَ الرفاقُ وتهتِ أنتِ
بينَ طيَّاتِ الغيومْ
وسهرتُ وحدي اقتفي
عينيكِ ما بينَ النجومْ
حتى سمعتُ نداكِ
يأتي من بعيدْ
يجتاحُ أركاني
ويصرخُ في ذهولْ
أنا لن أعودْ
البدرُ تاهَ بحزنِهِ بينَ الدروبْ
غابَ الصحابُ فلم يجدْ
يوماً رفيقْ
الليلُ عمَّ ظلامُهُ
أدماه أشباحُ الطريقْ
الشمسُ غابَ شعاعُها
ما عادَ يمرحُ بالأصيلْ
حتى الشموعُ دموعُها
تأتي في ألمٍ تسيلْ
الصبحُ أرهقَ وجهَهُ
شبحُ الضبابْ
والبابُ أُوصِدَ
لستُ ألقى من سبيلْ
قلبانِ يفترقانِ
لا ذكرى ستحيا
بينَ أركانِ الضلوعْ
ما زلتُ أذكرُ كيفَ كنتِ
كيفَ أبكاكِ الخضوعْ
كم عشتِ يوماً تحلمين
بصوتِ أناتِ الشموعْ
مطرٌ ثقيلٌ أغرقَ الآمال
في حضنِ الشتاءْ
ومضيتِ وحدك تصرخين
وتسألين
أترانا يوماً نلتقى
عندَ الغديرْ
كم كان يجمعُنا
ويسمعُ في خشوعْ
فيظلُ يسكرُ من أحاديثٍ
تمنتها القلوبْ
أتراهُ تعشقُ حضنَهُ
شجرةُ الحبِ القديمْ
عاشت تغازلُ في حنينٍ
ثم آلمها الخريفْ
قد جاءَ يصحبُ ليلَهُ
وجهٌ مخيفْ
اليومُ ترحلُ كلَ أحلامي
وتأبى أن تعودْ
ويموتُ حبٌ ذاقَ
آهاتِ القلوبْ
اليومُ لا حبٌ يعيش
لا ذكرى
لقلبينا تؤبْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق