فرصة تانية
.. حياة ..
الجزء الثالث
فى الطريق كانت الأفكار تسابق سرعة السيارة متلاحقة متشابكة ، الخوف تملك منى وبالرغم من انى اتمنى أن اصل بسرعة ومعرفة ما يحدث إلا أن كل جزء منى يحاول الاستعداد لما سيحدث حين أدرك سبب ما انا فيه.
الطريق لا تنتهى أم أن تفكيرى ابطى من سرعة الوصول
الى المستشفى ، وبعد وقت كنت امام الطبيب الذى طلب بدوره اشاعات وتحاليل أخرى بعد أن سمع من البداية ما حدث ؛ خرجت لعمل المطلوب والاتفاق على العودة إليه ليلا لانتظار ظهور نتيجة الأشعة والتحاليل ، كم كنت اتمنى النوم فاغمض عينى وتبدء الأفكار فى اللعب داخل عقلى كأنها لا تريد الراحة ولو لحظات بسيطة ، بعد انتظار استلمنا التقارير والتحاليل المطلوبة وكان لابد من الانتظار ليلا لمعرفة النتيجة .
حان الوقت والمعياد لمعرفة الحقيقة لما أعانى منه وعندما رأى الطبيب التحاليل والأشعة كأنه كان متوقع ما تحتويه وبكل هدوء أعلن الحقيقة أنه مرض نادر يحدث بنسبة ضئيلة لكن له برتوكول علاج إذا تم قبل مرور أسبوعين من الإصابة به لكن غير متوفر الا فى المستشفيات الكبرى وهنا لا يوجد مستشفى جاهزة لمثل حالتى ، وان التأخير فى التصرف بسرعة للعلاج عواقبها خطيرة قد تكون النهاية .
كل من حوالى فى حالة ذهول يتظاهرون بالقوة وإن كانوا من داخلهم لا يعلمون كيف نبدء أو من اين . يحاولوا إن يبثوا القوة والطمأنينة لقلبى ، وانا اسمع ما يدور من حولى وعقلى فى مكان آخر ، كأن الزمن توقف عند هذه الكلمات لا افكر فيما هو آت لكن شريط حياتى يعاد افكر فى كل حياتى التى مضت وان هناك الكثير ضاع منى دون أن ادرى ، كنت فى ساقية الحياة ادور كما تدور لا أتوقف للراحة أو النظر اين وصلت ، الكل من حولى يحاول أن يسابق الزمن وانا انظر لهم غير متأكد من النتيجة ، علمت قيمة التاج الذى كنت احمله دون أن ادرى عندما سقط من فوق رأسى ، الصحة لا تقدر بثمن حقيقى ، احاول أن اغمض عينى لحين البحث لمكان فيه العلاج قبل فوات الاوان ، لكن العين فعلا مغمضة والجوارح كلها تنبض نبضات ضعيفة تحاول التعلق بأمل فى الحياة ، كان الرأى أن أدخل هذه الليلة عناية مركزة لحين الوصول لمستشفى تتعامل مع مرضى ولديها برتوكول علاجى ، دخلت العناية كانت فيها العديد من الحالات تفصلنا مجرد ستارة من كل اتجاه ، اسمع ما يدور من حولى من اهات لالم لا تسكنه الأدوية والمسكنات ، انظر المحاليل المعلقة من حولى مخلوطة بالعديد من الحقن لمحاولة إبطاء ما يحدث ، ليت تلك الحقن تسكن عقلى لحظات عن التفكير أن تصم اذنى عن الاهات من حولى أن تبعد كل الأفكار التى تحارب أن استريح ولو لثوانى معددة ، اتمنى أن يسكن قلبى عن النبض مسرعا كاننى فى سباق طويل لا ينتهى أكاد أن أسمع صوت نبضى وهو يطرق على صدرى .
اعلن الصبح وصوله بالرغم من طول الليلة لكن مهما تحدثت وقلت هو شعور لا يوصف ، كان بعد عناء ومجهود من الجميع والذى أظهر فعلا كم هو حب من حولك وكيف هو الخوف عليك والدعوات الصادقة من قلوب بيضاء دون مصلحة أو هدف تحاول بكل جهد وتسابق الزمن معى ، شعور جميل ان ارى هذا الحب من حولى فى أضعف لحظات اعيشها كانت ضوء امل يشدنى إلى أن اتمسك بخيط الامل وان كان ضعيف لكنه موجود على الأقل .
تم الاتفاق مع مستشفى كبيرة بالقاهرة لها خبرة فى مثل حالتى وكان لابد أن يتم الانتقال بسيارة إسعاف مجهزة وكانت بدأت الحركة تقل ولا استطيع المشى وحدى دون مساعدة بدأت أضعف كأننى عجوز انهكته الايام ولم تترك فيه سوء روح فقط ، بدأت الرحلة والمسافة طويلة والاوجاع كثيرة بالرغم من محاولة التخفيف وان كنت احاول أن اضحك لكن بقلبى حمل تقيل وعقلى ممتلئ باسئلة لا تنتهى ، خمسة أيام فقط حدث فيها كل ما حدث دون مقدمات طويلة أو انذار سابق .
لما لا تنتهى الطريق .. لما لا تستطيع النوم بالرغم من كل التعب فى الأيام السابقة .. ما هو القادم .. عين تنظر وعقل يرفض الهدوء والاستسلام ، يحاول أن يفهم ما حدث وان يرضى بما هو قادم .
وصلت سيارة الإسعاف إلى المستشفى بعد رحلة طويلة لتبدء رحلة أخرى …
نكملها فى الجزء الرابع
شريف القناوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق