إلى متى يستمر الرحيل ..
بقلمي علي حسن
إلى من
نكون في رحيل
لعلّنا تهنا بين تجاعيد الأرض
نبحث عن بعضنا تارةً
وتارةً نسكنُ بين ستائرِ اللّيل
لعلّ اللّيلُ يحفظُ شيئاً
من الذكريات
وقد نكونُ على هامشِ السطور
دون هويةٍ أو أوراق
يكمنُ في صدرها تاريخنا
فماضينا مكتوب في
صدر مِرآة حطمها الإعصار
ومعانينا التي أصبح سكناها
غُبارُ الأيام
فكم من كلِماتٍ غادرَت قاموسنا
وكم من ذِكرياتٍ
تاهت عن يومياتنا
وكم من وجوهٍ وكم
من أجسادٍ حملت على أكتافِها
روؤسٌ دونها المعاني وقد
توشّحَت ثوبٌ الأغراب
ولبِسَت على نفسها من
ستائر ليلٍ ما يكمن في تكوينها الصمت
وحضورّ بِلا حضور
على طاولةٍ مستديرة
لعلّ أوراقنا حطب
وأقلامنا حطب
وعالمنا من حطب
وذكريات من حطب
وحضور ما تجاوز صمت الحياة
ولا أقولُ الحياة عذراً
بل أجسادٌ بِلا حياة
وحياةٌ لا يعرفها عالم اليوم
ومن عشِق أن يكونَ سكناه أجداثُ الزمان
وقد تكون غفوة ضمائر بين صناديق
صُنِعَت أنفاسها من غبارِ الحطب
ولعلّ أراوحُنا نسيجها بِلا جدالٍ
من حطب
ليصمِتَ اليومُ
ويرتحِلُ الزمان
لِيتوه الحاضرُ
وتغيبُ الحياة
فعلى مذابِحُ الحريَةِ
تنهدَ الشريان بٍشلالِ دِماء
فعقمت أرحام عروبتي
وتساقت على أرصفةِ الطريق
أوصالها ومعانيها
وبين جدران الصمت
مدفونة هي الهامات
فإلى من نكتبُ
لِيقرأُنا
وإلى من نكتبُ رسائِلنا
لِننسجُ أشرِعةَ الرحيل
وإلى من تكتبُ أقلامُنا
من جلالِ الكلِمات وقد
تعوّدنا أن نكونُ في زاويةٍ ما
أما آن أن تسكُنُ أرواحنا
وتستكينُ معانينا إلى من
وإلى أين ينتهي فينا
ذاكَ الرحيل
.. علي حسن ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق