نَهرُ النُّور
=====
وإني في غُيومِ الدَّهرِ أنْعي
شَبابا قَدْ تَلاشى أوْ تَوارَى
ونهرُ الدمعِ في الأعماقِ يَسري
تَئِنُّ سُنونُهُ جَدْبَ القَفارَى
سَكبتُ الآهَ مِن مُقَلي فَناحَتْ
لَها مُقَلُ الزمانِ مع الحَيارَى
فَياليتَ الشبابُ يَصبُّ خَمْرِي
فَأعْدو فِي رَبيعِي كالسُّكارَى
لِمَنْ أشْكوكَ يازَمَني أجِبْني
وهلْ لِجوابِك المُرِّ اغْتِفارا
تَجوبُ الرُّوحُ في الشُّريانِ تَبْغي
قُطوفا مِن حَنينٍ أوْ ثِمارا
فَما وَجَدَتْ سِوى الأنَّاتِ نَبْتًا
تَرَعرعَ في رُؤى الإشْراقِ نارا
وفي آفاقِىَ إنْتَحَبَ الربيعُ
فَنَاخَ خَريفُهُ الغَضُّ احْتِضارا
بَعثْتُ الريحَ كي تَأتي بِعمرٍ
غَزا الإظلامَ فانْبلجَ النهارا
فَعادتْ لي بضوءٍ فيه تَعْدو
شُعاعاتُ لِنهرِ النورِ دارا
وفاحَ العمرُ بالإشراقِ مِسْكا
وَأورَقَ يَنْعُهُ الشَّهدُ افْتِخارا
=======
بقلمى سامح توكل أبوالسبح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق