شجرة مسنّة
ينتعش قلمي حين يشرد عقلي
كشجرة مسنّة في عمقها الخلود
يذبل حينا وآخر يزهر كنار الأخدود
وما بينهما زمن برزخيُُّ لا نار فيه ولا برود
ولا مطر ولا برق ولاصوت الرّعود
في رحاب الليل وجنبات النهار
تكونوا الحروف حُبلى مثقلة بالوعود
وما بين سطر وسطر تتّزن الأشعار
فتهجم العواصف حتى يرتبك الرّبان
وتتداخل المشاعر فيربط السفينة بقيود
تحار في فكّ لغزها كلّ الشّطآن
ويتقاذف شراعها الصّمت والجمود
وإذا بأسراب الطيور تحوم فوقها
استوقفها نبض يئن كآثار جنود
في صحراء قاحلة فوق كثبان الرّمال
يسري كدبيب الشّريان يضخّ الوقود
للفؤاد فتدبّ الحياة فيه من جديد ويرفع الآذان
بأنّ ما يخطّ على السّطور ليس بأوهام
وليس بأحلام بل هو كالجنين يتخبّط
في بطن أمّه بلا شرط أوقيود
ويتغذّى من رحيقها كالنّحل بين الأزهار
كل ما تحتويه يا قلب أكرمه بلا حسبان
كما يكرم الضيف عند المقام
زليخة فتحية الذويبي عاشقة القمر
تونس
31/10/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق