حَفِظَنَا عَهدَ من خَفَرَت ذِمَامَاً
....................................
عَشِقنَا من بِهِ العِشقُ ابتَلَانَا
و رُغمَ القُربِ يَقتُلُنَا جَواَنَا
و في حَدَقِ العِيُونِ لَهُ مَكَانٌ
نُنَاظِرُهُ و نَامَلُ لُو رَآنَا
نَهِيمُ بِهِ تُذُوبُ الرُّوحُ تُوقَاً
و نَسكُبُ في قَنَاطِرِهِ دِمَانَا
و نُروِي رُوضَهُ من غِيثِ قَلبٍ
و يَسقِي صَيبُنَا وَردَاً فِتَانَا
و يَسكُنُ في الشِّغَافِ و خَفقِ قَلبٍ
و في رُوحٍ غَدَت تَرجُو الامَانَا
نَمُوتُ لِاجلِه تَوقَاً و شُوقَاً
و يَصهِرُنَا حَنِينٌ كَم غَشَانَا
و نَسكُبُ وَجدَنَا شَغَفَا إلِيهِ
و مَا من وَجدِهِ يَومَاً سَقَانَا
عَشُقنَاهُ تَنَاسِينَا لِنَفسٍ
و انكَرنَا و أبعَدنَا الحِسَانَا
تَرَكنَا من يِهِيمُ بِنَا غَرَامَاً
و يَروِينَا و يَغمِرُنَا حَنَانَا
و من إن أشَّرَ الإبهَامُ لَبَّى
و إن نَاجَى لَهُ طَيفٌ اتَانَا
لمن بَذَلَ الحَيَاةَ لِاجلِ نَرضَى
و من وِجدَانِهِ فِيضَاً رَوَانَا
و امَّلنَا بِرِيمٍ في مُرُوجٍ
يُنَاغِينَا و يَضحَكُ من وَرَانَا
و يُوهِمُنَا بِحُبٍ غَيرَ أنَّا
إذَا نَدنُو إلى مَرجٍ نَفَانَا
و إن ما بَسَّمَت من سَطحِ ثَغرٍ
تُخَادِعُنَا بِقَلبٍ ما رَجَانَا
و تَقضِي لِلمَنَافِعِ لِيسَ تَهوَى
و لَم يَلمِس لِاشغَافٍ هَوَانَا
و تَزعُمُ أنَّهَا ذَابَت بِعِشقٍ
بِنَا و عِيُونُهَا شَزرَاً تَرَانَا
و ما في قَلبِهَا مِثقَالُ ذَرٍّ
من الحُبَّ الَّذِي زَعَمَت جُمَانَا
تُرِيدُ لَنَا بَأن نَبقَى بِكَفٍّ
كَخَاتَمِ بُنصُرٍ تَجنِي اسَانَا
تُحَقِقُ ما رَجَت مِنَّا و رَامَت
و عن قَصدٍ تَمِيلُ إلى غِوَانَا
حَفِظنَا عَهدَ من خَفَرَت ذِمَامَاً
و اخلَصنَا لِمَن تَهوَى سِوَانَا
الَا يا قَلبُ إنِّي رَبُّ عِزٍّ
فَثُب رُشدَاً و كُن لِي تُرجُمَانَا
اتَحسَبُ أنَّنِي ارثِي لِحَالٍ
فَحَسبُكَ يا فُؤَادِي ما دَهَانَا
اوَارِيكَ الثَّرَي في عُمقِ لَحدٍ
إذَا ما رُمتَ تُسقِينِي الهَوَانَا
د. سعيد العزعزي