"نرتقُ جرحَ الفجر"
كم تتثاءبُ الأزقّةُ في
وجوهنا
كأنَّ المدنَ نسيت ملامحَها
القديمة
تغفو على جدارِ الصمت
وتحلمُ بمطرٍ
لا يأتي...!
الليلُ
يمضغُ تعبَ الأرصفة
يُدخّنُ وجعَ العابرين
ويغسلُ ظلالَه بدموعِ
المصابيح
العراةُ من الأمل
يحملونَ أرواحَهم في
جيوبٍ مثقوبة
يبحثونَ عن فتيلِ نجاةٍ
في زحامِ الرماد
عن دفءِ فكرةٍ
تُرمّمُ هذا الفقدَ الممتدّ
تتدلّى الذاكرةُ من حيطانِ
الغياب
ويشيخُ الحنينُ في فمِ
الوقت
حتى يصيرَ الحزنُ وطناً
تُقيمُ فيه العصافيرُ
صلاتَها الأخيرة.
أيتها الحياةُ المرهقةُ منّا
هل يولدُ الضوءُ
من جرحٍ لم يلتئم؟
هل ينهضُ الفجرُ
من ركامِ المساءات؟
ربّما...
حين نصالحُ المطرَ
ونغسلُ وجوهَنا من
الغبار
حين نرتقُ جرحَ الضوءِ
بالحبّ
تعودُ الطيورُ لتغنّي
على شرفاتٍ
لم تزل تنتظرُنا.
_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)الجزائر
