صرخة وطن
_______
أنا صرخةٌ في ليلِ هذا الكَونِ، أنْ
زفَّ الرصاصُ على الجراحِ، وأطنَبَا
أنا من ترابِ الحزنِ قُمْتُ، وجُرحُني
سِفرُ العذابِ إذا تَسَلَّلَ واحتَبى
وطني، وهل تُطفى السنينُ جراحَهُ
أم هل ترى في الصمتِ من يستعتِبَا؟
باعوهُ في سوقِ الخيانةِ مرةً
وكسَوهُ بالذلِّ المُهينِ، فأغرَبَا
وسَقَوهُ كأسَ الغادرينَ سُمومَهمْ
فمضى يُقاوِمُ، ما استكانَ، وما هَبَا
وطني! أنا من نَسْجِ عينيكَ دمعةٌ
أنا من فؤادِك نُكْتَةٌ لم تذهَبَا
قد عشتُ فيكَ، وبين جدرانِ الأسى
سَجَنوا المدى، فغدوتُ نارًا تَلْتهِبَا
في كُلِّ زاويةٍ شهيدٌ نائمٌ
وتَمُرُّ فوقَ جبينِه الآهاتُ صَبَّا
حتى المساجدُ أصبحتْ مسلوبةً
والقبرُ يُطفِئُ شمسَك المُتغيِّبَا
يا أيها الوطنُ الجريحُ، تُراكَ لي
تَبقى، وأبقى في هواكَ مُعذَّبَا؟
قومي، أما فيكم صلاحٌ ثائرٌ؟
أم أنكم في العارِ كنتم مَذهَبَا؟
ما بالُ سيفِ الحقِّ نامَ، وصوتُكم
ذُلٌّ، وصار الحُرُّ عبدًا مُذْعَبَا
هل ماتَ حُلمُ العائدينَ بحقِّهمْ؟
أم أنكم في العجزِ كنتم مَذهَبَا؟
أنا لا أُجيدُ الصمتَ إنْ جارَ الدُّنا
فالحقُّ في دمي المضيءَ تدرَّبَا
وسأرفعُ الأعلامَ رغم جراحِنا
وأعيدُ وجهَ المجدِ، لا مُستعصَبَا
وسأكتبُ التاريخَ بالأنفاسِ إنْ
خانَ المدادُ، وصارَ قيدًا مُرْهِبَا
وطني… ودمعي في القصيدةِ صاعدٌ
أنا لا أراكَ سوى المعالي مَرْغَبَا
بقلم / احمد عزيز الدين احمد
؛؛؛؛ شاعر الجنوب