................... العِشقُ عِشقانِ .......................
...... الشاعر والأديب .........
............. محمد عبد القادر زعرورة ......
العشق عشقان .... عشق الروح وعشق الجسد ،
فأمَّا عشقُ الجسد متبدلٌ متغيِّرٌ وإلى اضمحلالٍ وزوال ،
مع تقدم العمر للإنسان ذكرٌ أم أنثى ...
أمَّا عشقُ الروح ينمو ويكبر مع الزمن ،
وكلما تقدَّم العمر بالإنسان يسمو عشق الروح لديهِ ذكرٌ ام انثى ...
وعشقُ الجسد إن لم يكن للعاشق نصيبٌ في مَن عشقً يتلاشى بسرعة كبيرة ،
لانَّ جسداً آخرَ قد يغنيهِ او ينسيه ذَيَّاكَ الجَسد ..
وهو عشق غير نقيِّ على العموم ...
والاجساد تتبدَّل وتتغيَّرُ بسرعة مذهلة ،
والطب الحديث وضع يده عليها وكثر التزوير والتحوير والغش والتنكر والتجميل الزائف وغير الحقيقي ...
أما عشقُ الروح ثبَّته اللهُ في قلوبِ العاشقين ،
من بدء العشق إلى ماشاء الله ..
حتى بعد الفناء يبقى عشق الروح ،
ولا يرى العاشق معشوقته إلا كما رآها أول مرة عشقته وعشقها ..
وهذا العشق منزَّهٌ عن الرغباتِ والنزواتِ والشَّهوات ،
لذلك يستمر ويدومُ إلى ما بعد الفناء ،
ويكون عشق الروح أقوى إن لم يتسنى للعاشقين اللقاء تحت سقف واحد ،
ولم يكتب لهما أن يقترنا ببعضهما ابداً ...
ومهما ابتعدت المسافات بينهما يبقى عشق الروح قوياً ،
لأنه نزِّه عن الرغبات والشهوات ..
وإن صار كل منهما يسير على ثلاثة ،
يبقى هذا العشق وتبقى الذكريات الجميلة ،
ويتحدَّثُ به وعنه للأحفاد ربَّما ،
بل أكيد لأنه عشق طاهر نظيف منزَّه ...
وكم من عجوز تراها تتحدث عن مثل هذا العشق أيام الصِّبا ،
وتتورد وجنتاها أثناء الحديث عنه ...
سقا الله ايام الصبا والشباب وذلك الفارس الشهم الذي عشقته وعشقني ،
ولم يلمس انملي أبداً ..
وذكريات وذكريات وذكريات ...
ولكل مبدع او مبدعة في الشعر والأدب ،
حتى كبار الشعراء والأدباء ملهم أو ملهمة ،
كان عشقهما عذرياً روحياً فكان ملهما له أو لها ...
صحيح حين تعشق الروح تعشوشب الأرضُ ،
وتورق الاشجار وتزهر الأزهار ،
وينتشر عبير العطر عبقاً ،
وتغرد الأطيار وإن كان فصل الخريف ،
وتبقى البسمة والبهجة في القلوب ،
وعلى صفحات الوجنات قبل ان ينطق بها اللسان ،
وترافقهما مدى الحياة ذكرى الأيام الجميلة ....
كتبت في / ٢٣ / ٥ / ٢٠٢١ /
.... الشاعر ....
...... محمد عبد القادر زعرورة ....